علم الدلالة في اللغه العربيه تعريفه وشرحه

علم الدلاله في اللغه العربيه تعريفه  1لفظة الدلالة والمعنى في المعجم العربي:
أ- الدلالة في المعجم العربي:
إن الناظر في باب " دلل" من معاجم اللغة يجد الاستعمالات التالية
- الدليل ما يستدل به على الشيء)، والدليل الدال ، والدليلي الدليل (مثل
المتفتق أجواء القلب الذي يدلك على الشيء. وتهرک له لره
ويقال هو دليل بين الدلالة، والدلالة مصدر الدليل، والدليل ما يستدل به
على الشيء ويهتدي به إليه -
والد: القلب، والألدال : البلبل، ودل يدك إذا كان ذا هدى وسمت حسن،
وذلك إذا كان حسن الحديث ( الصوت والهيئة، وكل ييل إذا من بعطائه).
وفي باب " دنن " ( بالنون ) جاء ما لفظه :
التين ( مثل الطنين ) أصوات النحل والزنابير، والدنة ( مثل
الطنطنة) هينمة الكلام") ( والتنغيم فيه).
فالدال والدليل هو المرشد والهادي مع حسن ستمه وهذيه وهيئته، وتله
إذا أرشده وهداه، واللفظ يرشد إلى المعنى ويهدي إليه، ويستدل به عليه في
تودد ورفق، فالدال اللفظ الحسن السنت والهدي الذي يرشد إلى المعنى،
ويهدي إليه في تودد ورفق. ,
م ب- المعنى في المعجم العربي:
إن الناظر في باب " علي " من معاجم اللغة يجد الاستعمالات التالية:معنى الكلام ومعنائه واحد، يقال عرفت ذلك في معنى كلامه أی فحواه
(ومضمونه)، وعرفت ذلك في معناه كلامه، وفي معنى كلامه أي في
فحواه
قال الخليل - وعنوان الكتاب مشتق من المعنى -(۱): " إذ أن اللفظ
عنوان على المعنى، كما أن عنوان الكتاب علم على مادته ومحتواه"
وعنت الأصوات إذا علت وارتفعت، وهي تنمو أي تطل برأسها ورقبتها
من خلال الشيء ( وعنا يعنو إذا أسلم زمامه إلى الشيء في خفة وتمام
وكمال وطواعية).
ويقال سألته فلم يغن لي بشيء، كقولك : لم يئذ لي بشيء ولم يبيض لي
بشيء، وأعنت الأرض والبلاد أي أنبتت ( وأخصبت) ().
ومعنى كل كلام مقصده، والمعنى التفسير والتأويل ، ويقال عنيت بالقول
كذا أي اردت (وقصدت). -
ومن هذا يفاد أن المعني هو الفحري الذي يجوب داخل أحشاء اللفظ،
والمضمون الذي يحمله اللفظ بين جنباته بحكم طبيعته الصوتية والمصرفية
أو التلازم بينهما في العرف اللغوي.
فالمعنى ما يمليه اللفظ على ذهن السامع وما يبعثه في تخيله وخاطره
وما يلقى به في خلده ، أو ما وضع اللفظ بإزائه
والمعنى ما يتوخاه المرء من اللفظ وما يستشف منه بلطف ورفق، وهذا
هو المعنى الذهني التصوري.
> وهناك المعنى الخارجي المحسوس الملموس أو المشاهد أو المشموع
ولا شك في أن المعنى الخارجي المحسوس أسبق في الوجود من المعنى
الذهني التصوير. 




فالألفاظ قد وضعت في أول أمرها، وأول ما وضع
المحسوسات، ثم داخلها التخيل والتصور أخذت طريقها إلى عالم 
والتصور) بعد ذلك.
بين علم الدلالة وعلم المعجم:١ هناك حدود وفواصل بين علم المعاجم و علم الدلالة، إذ إن علم المعاجم
ينظر في نسق ونظام ترتيب الكلمات، وإيراد الألفاظ بعضها خلف بعض
بعد حصر أكبر كم منها، وحكاية معانيها كما هي مروية أو مسموعة من
العرب دون تعليق عليها، أو تقديم أو تفسير أو تعليل لها.
وأما علم الدلالة فإنه ينظر فيما بين معاني الكلمات من وشائج وصلات،
ويأتي بالمعاني في إطارات وأبواب وفصائل، كما ينظر في طبيعة العلاقة
بين المعاني وأصوات اللفظ، أو بين المعنى والقالب الصرفي للفظ ، كما
ب يتتبع تطور معانی ودلالات الكلمات عبر العصور التاريخية للغة، كما
و يحاول استنباط الأرومة المعنوية لكل باب من أبواب المعجم العربي، تلك
الأرومة التي تتميز ببساطتها وبطبيعتها وبثرائها، فضلا عن كونها مما
يدرك ويوقف عليه بالحواس، فهي محسوسة ملموسة، أو مشاهدة أو
مسموعة. .
مدخل إلى علم الدلالة
أولا: لقد اهتم علماء العرب - قبل الغربيين - بالدلالة لأن لغتهم
تمتاز بالثراء الواسع، والتصرف المعنوي العريض، والتطور الذي اعترى
الدلالة في العصور المختلفة التي شهدت تحول المجتمع العربي.
وقد تناول علماء العرب دراساتهم بحوثأ تعد من هذا الفن في دلالة اللفظ
على عدة معان، ودلالة عدة الفاظ على معنى واحد، والاشتقاق الوقت
والمجاز والتضمين، وغير ذلك من بحوث علم الدلالة
 وقد ظهر اسم هذا العلم Semantiqu في مقال كتبه ميشيل بريال سنة
۱۸۸۳م، ويعد هذا العالم الفرنسي من أوائل الواضعين لعلم الدلالة على
أساس تاریخي لا وصفي.
وعنى بالبحث فيه - كذلك - من الغربيين، منهم الأساتذة: وتني
الإنجليزي، وكروس الإيطالي ، وفرنت الألماني
وقد نهضت الدراسة في هذا الفرع على أساس من علم النفس والاجتماع
اللذين نهضا في الغرب، وظهور الدراسات الصوتية واللهجية المعتمدة على
التجارب والآلات، وما تؤدي إليه من نتائج، فكان لعلم الدلالة مناهج تتناول
اللغات من هذه الزوايا بالتحليل والبحث ، فجئت في الغرب معاني الكلمات،
او الاشتقاق اللغوي فيما يعرف باسم ( المورفولوجيا التعليمي والتاريخي
والمقارن وما يتعلق بعلم التنظيم - القواعد - (سینتکس) من جوانبه
التعليمي والتاريخي المقارن، وكذلك الحديث عن الأساليب اللغوية شعرة
ونثرة من هذه الجوانب المختلفة
- وقد ربطوا بين التطور الدلالي ومظاهر الكون والحياة، فهو يتطور
معها دون إرادة الإنسان، ويمتد عبر التاريخ، ويتأثر بالمكان الذي تعيش فيه
اللغة ، وبعلاقاتها اللغوية ، كما تحدثوا عن اسباب التطور الدلالي: تاريخية
، واجتماعية، ولغوية، وما ينشأ عنه من حياة اللغات
واستطاع العلماء الغربيون أن يصلوا من وراء تلك الدراسات إلى نتائج
وقوانين عامة في علم الدلالة، وتطور اللغات من هذه النواحي التي أصبحت
تدرس بوصفها بحوثا مستقلة
على أن الدلالة ومظاهرها وتطورها تخضع - كما قلنا سابقا - لعوامل
كثيرة: اجتماعية، ونفسية، وتاريخية، وثقافية، وغيرها مما يختلف من
عصر إلى آخر ومن مجتمع إلى غيره.
ثانيا: علم الدلالة ليس علما بلاغية، إنه علم لغوي بحت يركز على تحليل
معنى الكلمة أو العبارة أو الجملة من وجهة لغوية صرفة، وعلى اكتشاف
أوسع العلاقات بين الوحدات اللغوية المختلفة
و هو يشترك مع علم المعاني - الذي وضعه عيد القاهر الجرجانی في 
تتبع خواص تراكيب الكلام في الإفادة ، لكنه يستقل عنه بمجالاته الكثيرة
و اللفظ الواحد يمكن أن يتعدد معناه في إطار هذا العلم ، ويكشف السياق
اللغوي عند تحديد المعنى المراد. 
فإذا قلنا مثلا: ماذا تعني كلمة كمثرى؟ - ماذا يعني هذا الرجل بكلمة
كمثرى؟ إنه لا يقول ما يعنيه - إنه لا يعني ما يقوله - الحياة بلا إيمان حياة
بلا معنى - الشهرة والجاه لا يعنيان شيئا لهذا الرجل - السحابة السوداء
تعني المطر - أنا لا أعني "عليا" بل " أحمد" فكلمة " معنى" تختلف في
هذه الأساليب . 
فاللفظ رمز في إطار ما يسمى علم " الرمزيات" ، أو العلامات اللغوية
والمعنى هو أحد المكونات الثلاثة لقواعد اللغة: المعنى - النحو - الصوت،
ويتأتي ذلك في معنى الكلمة، ومعنى الجملة، والعلاقات الدلالية المتنوعة في
إطار علاقة المعني بالنحو، والشرارة الأولى تنطلق من المكون الدلالي ، ثم
يضفي النحو والصوت على العملية اللغوية ما يكمل صنعها بحيث تصبح
جملة كاملة جاهزة للتعامل مع قدر كبير من الموضوعية والعلمية.
واللغة ليست غاية في حد ذاتها، بل وسيلة للاتصال أو لنقل المعنى عن
طريق العلاقة بين الرمز والمعنى.
وتدرس العلاقات الدلالية بين الدال ( اللفظ أو الجملة)، والمدلول (
المعني)، وعلاقات الترابط والاستبدال، مثل علاقة الترابط بين يسافر و "
جوا" في قولنا "يسافر جوا"، وعلاقة الاستبدال في : زيد رجل غني ،
أو ثري ، أو فقير ، مثلا فيها ليس الترادف أو التضاد أو التخالف أو
التعاكس.
ويذكر ابن جني أن أكثر من ضل من أهل الشريعة عن القصد فيها
وحاد عن الطريقة المثلى إليها فإنما استهواه واستخف حلمه ضعفه في هذه
اللغة الكريمة الشريفة، ولو أقام إنسان على خدمة هذا العلم ( يقصد علم
الدلالة اللغوي) ستين سنة حتى يحظى بمعرفة مواضع الصواب والخطا ،


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حذف النون من مضارع كان في القرآن الكريم

علم البديع شرح المحسنات المعنويه 1 الطباق وصور الطباق