علم البديع شرح المحسنات المعنويه 1 الطباق وصور الطباق

  علم البديع وقضايا بلاغية
الفصل الأول
المحسنات المعنوية
١- الطباق
وقد يسمى المطابقة أو التضاد، وهو الجمع بين متضادين أي
معنيين متقابلين في الجملة، أي يكون بينهما تقابل وتناف، ولو في بعض
الصور، سواء كان التقابل حقيقيا أو اعتباریا وسواء كان تقابل التضاد، أو
تقابل الإيجاب والسلب، أو تقابل العلم والملكة أو تقابل التضايف، أو ما
يشبه شيئا من ذلك (۱).
فالتقابل الحقيقي كتقابل القدوم والحدوث، والاعتباري كتقابل الإحياء
والإماتة، فإنهما لا يتقابلان إلا باعتبار بعض الصور، وهو أن يتعلق
الإحياء بحياة جرم في وقت، والإماتة بإماتته في ذلك الوقت، وإلا فلا تقابل
بينهما باعتبار أنفسهما، ولا باعتبار المتعلق عند تعدد الوقت، والتقابل
الحقيقي تقابل التضاد، كتقابل الحركة والسكون على الجرم الموجود بناء
على أنهما وجودیان، وتقابل الإيجاب والسلب كتقابل مطلق الوجود وسلبه،
والعلم والملكة كتقابل العمى والبصر والقدرة والعجز، بناء على أن العجز
نفي القدرة عمن من شأنه الاتصاف بالقدرة.
والتضايف مثل تقابل الأبوة والبنوة، وقيل هي من باب مراعاة
النظير، ورد أن مراعاة النظير فيما لا تنافي فيه كالشمس والقمر بخلاف ما
فيه التنافي کالأبوة والبنوة، وما يشبه شيئا مما نكر، مما يشعر بالتنافي کا
(هاتا، وتلك) في قوله: مها الوحش إلا أن هاتا أوانيس قنا الخط إلا أن تلك ذوابل . لما في (هاتا) من القرب (وتلك) من البعد. 
(1) مختصر المعاني لسعد الدين التفتازاني / ۳۱۰.
كما في قوله تعالى :
(ومما خطيئام أغرقوا فأدخلوا نار) نوح /٢٥ لما يشعر به الإغراق من الماء
المشتمل على البرودة غالبا، وما يشعر به إدخال النار من حرارة النار .
فالطباق في اللغة: مأخوذ من طابق البعير في مشيه إذا وضع خف 
رجله موضع خف يده (۲). قال النابغة الجعدي:
وخيل يطابق بالدارعين طباق الكلاب يطأن الهراسا


الهراس: حطام الشوك، شبه مشي الخيل بالفرسان، وهي تضع أرجلها في
موضع أيديها، بوطة الكلاب حطام الشوك فهي لا تضع أرجلها إلا حيث رفعت
أيديها طلبا للسلامة، ولذا قال الأصمعي: "المطابقة أصلها وضع الرجل موضع
اليد في مشي ذوات الأربع"... وفي النظم الكريم الذي خلق سبع سماوات طباقاه
الملك:۳)، أي: محكمات، متوافقات بعضها فوق بعض من غير مماسة في نظام
بيع عجيب....
واصطلاحا: الجمع بين متضادين أي معنيين متقابلين في الجملة).
) مواهب الفتاح وحاشية الدسوقي ضمن الشروح، ج ۲۸۹
/
4 ، ۲۸۷.
لسان العرب، مادة / طبق.
تلخيص المفتاح للقزويني ضمن مختصر السعد۳١٥/۰.



صور الطباق
ينقسم الطباق باعتبار طرفيه قسمين:
الأول: حقیقی: وهو ما كان طرفاه بالفاظ الحقيقة (اسمين، أو في
حرفين أو مختلفين).
والطباق بين اسمين: كقوله تعالى: (وتحسبهم أيقاظا وهم رقود) 
الكهف /۱۸، فالجمع بين (الإيقاظ والرقود) طباق؛ لأن اليقظة ضد الرقود.
لأن اليقظة تشتمل على الإدراك بالحواس، والنوم يشتمل على عدمه).
وقوله تعالى: «هو الأول والآخر والظاهر والباطن الحديد، أي هو
الأول قبل كل شيء بلا بداية، والآخر بعد كل شيء بلا نهاية والظاهر
بالأدلة عليه والباطن عن إدراك الحواس (۲)
وقول الرسول * "خير المال عين ساهرة لعين نائمة "فقد طابق بین
ساهرة، ونائمة).
والمراد بذلك عين الماء الجارية التي لا ينقطع جريها ليلا، كما لا ينقطع
نهارا، فسماها ساهرة لهذا المعنى، لأنها في ليلها دائبة، وعين صاحبها
نائمة؟).
وقول القاضي الجرجاني
ولقدنزلت من الملوك بماجد فقرالرجال إليه مفتاح الغني. أي أن فقرهم مفتاح الغني لهم بما يعطيهم،وقد قابل بين الفقر والغنى. 
 وقول الأخر
أذا نحن سرنا بين شرق ومغرب. تحرك يقظان التراب ونايمه. 
ولا يخفي عليك الاطباق في هذه الشواهد، وأنه قد وقع بين اسمين كما نرى :
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم فليأخذ العبد من نفسه لنفسه ومن دنياه لأخرته
ومن الشبيبة للكثير من الحياة الموت، فوالذي نفس مد بيده ما بعد الموت
مستعتب ولا بعد الدنيا دار إلا الجنة أو النار .. )، وقول في - كرم الله
وجه : وإن كثرة النظر إلى الباطل تذهب الحق من القلب . ، ، *
او فعلون: كقوله تعالى: وأنه هو وأضحكك وأبکی (۳) وأنه هو
أمات وأحيا ) می 16 - ، والطباق في الجمع بين الضحك وأبکی)، (وامات وأحيا) 
وقوله تعالى: وقل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع
الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل
شيء قدير ، ال عمران ۳۷، والطباق بين توتي، وترع وبين تعز وتذل.. 
  
والطباق يكون بين حرفين: كقوله تعالى: (ولا يكلف الله نفسه
وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسب البقرة /۲۸۷
الطباق بين (اللام و علی) ففي (اللام ) معنى المنفعة، وفي (علي)
معنى المضرة. أي لها ما كسبت من خير وعليها ما اكتسبت من شر
ينتفع بطاعتها غيرها ، ولا يتضرر بمعصيتها غيرها ().
واما تخص الخير بالكسب، والشر بالاكتساب فلأن الاكتساب
فيه احتمال وجهد، والش تشتهيه النفس، وتنجذب إليه، فكانت اجد 
تحصيله وأعمل (۲)
وقوله تعالى: «وطن مثل الذي عليهن بالمعروف)؛"البقرة (۱۲۸
والطباق بين الهن، عليهن) أي لهن من حقوق الزوجية على الرجال
مثل ما للرجال عليهن، أي لهن من حسن الصحية والعشرة بالمعروف على
زواجهن، مثل الذي عليهن من الطاعة فيما أوجبه عليهن لأزواجهن، ومنه
ول الشاعر
على أنني راض بأن أحمل الهوى... وأخلص منه لا علي ولا ليا(۳) والمعنى أنه تحمل ما يوجب مدحه، ولكنه يرضى بأن يخلص منه وليس عليه ذم ولا مدح والطباق بين (على) الثانيه مع اللام في قوله ليا أي ليس عليه ذم ولا مدح.   تابعوني في مقاله أخرى هتكلم فيها عن طباق الإيجاب والسلب 2 ما يلحق بالطباق 3 طباق التدبيج ٤ تدبيج التوريه ٥ الطباق المرشح 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حذف النون من مضارع كان في القرآن الكريم